 |
| الإنترنت… كيف يوصلنا بكل شيء |
الإنترنت… كيف يوصلنا بكل شيء؟ شرح مبسط لعالم معقد
المقدمة
تخيل إنك ترسل رسالة إلى صديقك عبر ال WhatsApp، وفي لحظة، تصل الردود وكأنك جالس بجانبه .أو إنك تشاهد فيديو على ال YouTube قادم من دولة أخرى، دون انقطاع، وكان الخادم في غرفتك! لكن هل توقفت لحظه نتساءل:كيف يحدث كل هذا؟ ما الذي يجعل كل شيء يعمل بهذه سلاسة؟ وما هو هذا الإنترنت الذي نستخدمه في اليوم دون أن نراه او نفهمه تماما؟
ماهو الإنترنت باختصار ؟ شبكة تربطك بالعالم!
تخيل لو أن كل جهاز في العالم - من جوالك إلي كمبيوتر في اليابان ،إلي سيرفر في أمريكا- متصل بخيوط غير مرئية ، ينقل من خلالها الرسائل، الصور، الفيديوهات، وحتى الألعاب هذه ببساطة هو الإنترنت! الإنترنت هو شبكة ضخمة جدا، تربط ملايين الاجهزة ببعضها، وتمسح لها بتبادل المعلومات بسرعة فوق الخيال.
لكن بدل ما تتخيل شوارع وسيارات ، تخيل أن هذه الشوارع هي كابلات وأبراج وأقمار صناعية ،والمعلومات تنتقل كأنها سيارات رقميه تسير بسرعة الضوء من مكان إلي آخر.
كل مرة ترسل فيها صورة أو تشغل فيديو أو تفتح موقع، أنت في الحقيقة تطلب طلب رقميًا من أي مكان في العالم ، والإنترنت هو ساعي البريد السريع الذي يوصله إليك !
الإنترنت ليس مكانًا بل منظومة ضخمه خلف الستار !
كثير من الناس يعتقد أن الإنترنت مكان أو موقع نذهب إليه ،مثل: أدخل على الإنترنت!لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.الإنترنت ليس شيئا مديًا يمكنك لمسه بل هو مجموعة هائلة من التقنيات التي تعمل مع التوصيل كل شيء بكل شيء شي!
مكونات الإنترنت الأساسية:
• كابلات بحرية: نعم، هناك الالاف الكيلومترات من الكابلات في أعماق المحيطات، حتى تنقل الإنترنت بين القارات.
• ابراج الرسالة على اليابسة: تنقل الإشارة إلى الهاتف والأجهزة القريبة.
• أقمار صناعية: ترسل الإنترنت ألي الأماكن بعيد التي لا تصلها الكابلات.
•مركز البيانات: وهي المستودعات تحتوي على الله الخواتم التي تخدم المواقع والتطبيقات الملفات
كل مرة تفتح فيها موقع وترسل رسالة هذه المنظومة تتحرك وحدها بسرعة مذهلة، للتوصيل طلبك كأنك في غرفة واحدة مع الطرف الآخر رغم إنك قد تكون على بعد آلاف الكيلومترات.
كيف تنتقل البيانات على الإنترنت؟ رحلة في ثانية واحدة !
أن أخذك في جولة سريعة جدا لما يحدث خلف الكواليس عندما مثلا متصفح:
www.YouTube.com
كانت تبدأ لحظة بسيطة لكن في الواقع، تحدث سلسلة عملية معقدة - بسرعة البرق!
1. طلب العنوان:
جهازك يسأل دليل الإنترنت (يسمى DNS):
أين أجد موقع ال YouTube؟ يشبه دليل الهاتف، حول اسم الموقع العنوان الرقمي DNS يفهمه الإنترنت (يسمى IP Address ).
2. بدء الاتصال :
بعد ما عرفت العنوان، يبدأ جهازك الرحلة الرقمية، والتوصيل مع خوادم اليوتيوب والتي قد تكون قريبة منك، أو في دولة أخرى، بحسب موقعك.
3. تقسيم البيانات :
الفيديو الذي طلبته لا يسجل دفعة واحدة! بل يقسم إلى أجزاء صغيرة جدا تسما حزمة بيانات، كل حزمة تسافر عبر طريق مختلف في الشبكة حتى تصل إليك.
4. تجميع والعرض:
عندما تصل هذه الحزمة إلى جهازك يقوم المتصفح تجميعها بالترتيب، كما يعرض لك الفيديو بسلاسة! ولكن ذلك يحدث في اقل من ثانية! تماما كان الإنترنت يعرف ماذا تريد، ويحضره لك فورا.
ما الذي يجعل الإنترنت سريعا؟ ولماذا الفيديو لا يتقطع أحيانا؟
أكيد لا حظت أن بعض المواقع تفتح فورا، وبعض الفيديوهات تعمل بدون تحميل بينما أحيانا أخرى تشعر أن الإنترنت يحبك شوي شوي . فما السر؟ إليك العوامل الرئيسية التي تحدد سرعة الإنترنت:
1️⃣ الكابلات البحرية: شرايين الإنترنت الحقيقية نعم، اغلب بيانات الإنترنت لا تطير في الهواء قبل تسافر تحت البحر!
هناك الآلاف الكابلات الممتدة عبر المحيطات، مثل كابل SeaMeWe-5 الذي يربط بين آسيا وأوروبا وكلما كان الكابل أقرب إلى منطقتك، كانت استجابتك أسرع.
مثلا: عنده إرسال رسالة من جدة إلى نيويورك ، قد تمر البيانات تحت البحار عبر كابل في قاع المحيط الأطلسي!
2️⃣ ال خوادم الموزع حول العالم : الشركات الكبيرة مثل Google وnetflix تضع خوادم الاجهزة الضخمة تخزين البيانات في عدة دول، وليس فقط في أمريكا لماذا؟ حتى تصل البيانات من أقرب نقطة إليك،بدل أن تسافر الالاف الكيلومترات لهذا السبب، فيديوهات ال YouTube غالبا تشتغل بسرعة، لأنها تصل من خادم محلي في منطقتك.
3️⃣ تقنيات ذكية لضغط البيانات: هناك قوانين ذكية تدير حركة الإنترنت، تسمى بروتوكولات، مثل:
HTTP/2 - TCP/IP - CDN
هذه البروتوكولات تعمل مثل رجال المرور، تنظيم حركة البيانات، وتضغط الملفات، وتختار أسرع طرق رقمية لنقلها.النتيجة؟ بيانات اسرع ، تحميل العقل، وترجمة أكثر سلاسة.
من يملك الإنترنت؟ هو هناك جهة تتحكم به؟
وقد تتفاجأ إذا عرفت أن الإنترنت لا يملكه احد! نعم الإنترنت ليس شركة ولا مؤسسة، بل هو شبكة تعاونية عالمية ، يعمل بفضل جهود الآلاف في الجهات المختلفة حول العالم. خلينا نبسط اكثر:
من اللاعبين السياسيين؟
مزود الخدمة(ISP): مثل STC، موبايلي، زين هؤلاء يوفرون لك الاتصال بالأنترنت من الأساس.
الشركات التقنية الكبرى: مثل Google، امازون، Facebook، تمتلك خوادم ومراكز بيانات ضخمة تستضيف معظم المحتوى الذي نراه ونستخدمه .
مؤسسات غير رابحة تنظم الإنترنت:ICANN:مثل تتحكم في أسماء المواقع com،net وتمنع التضارب .
IETF: تضع القواعد و البروتوكولات التي تنظم حركة البيانات
الإنترنت = شركات عالمية
فكر في الإنترنت كم مهرجان عالمي كبير كل دولة وكل شركة او مؤسسة تشارك فيه بجزء : شركة تركب الكابلات، مؤسسة تنسيق أسماء النطاقات، شركات خاصةً تقدم تطبيقات المحتوى، حكومات تضع تشريعات لحماية المستخدمين.
هل الإنترنت آمن تماما؟ وكيف تحمي نفسك؟
الإنترنت يشبه مدينة عملاقة مفتوحة 24 ساعة… فيها أماكن آمنه وأخرى مشبوهة . لذلك الأمان الرقمي صار ضرورياً وليس خياراً. لكن لا تقلق،حماية نفسك لا تتطلب أن تكون خبيرا تقنياً.إليك كيف تبقى آمنًا بخطوات بسيطة:
1. استخدم الموقع الآمنة فقط : لاحظ وجود القفل الصغير في المتصفح ؟ هذا يعني أن الموقع يستخدم تشفير HTTPS، ويحمي بياناتك أثناء الإرسال. افتح فقط الموقع التي تبدأ HTTPS.
2. فعل المصادقة الثنائية (2FA): تخيل لو أن كلمة المرور هي المفتاح… المصادقة الثنائيه هي القفل الثاني.
مثلًا : حتى لو سرقت كلمة مرورك ، فلن يستطيع المخترق الدخول لحسابك دون الكود الذي يصلك على الجوال أو البريد .
أستخدم تطبيقات مثل : (GoogleAuthenticator ،MicrosoftAuthenticator)
3. لا تضغط على أي رابط يصلك : رسائل تقول:ربحت آيفون أو تم إغلاق حسابك، اضغط هنا؟ كلها غالبا محاولات اختراق.
القاعدة الذهبية: إذا بدا الرابط مشبوها أو غير متوقع …تجاهله فورًا.
4. استخدم برامج الحماية: برامج مكافحة الفيروسات لاتزال مهمة، سواء على الكمبيوتر أو الهاتف.
تطبيقات موثوقة مثل:
• Malwarebytes
• Bitdefender
• Avast
5. تجنب شبكات Wi-Fi العامة (قدر الامكان) :المقاهي والمطارات قد توفر Wi-Fi مجاني، لكنها غير مشفرة غالبًا. مايعني أن أي شخص في نفس الشبكة قد يراقب بياناتك .
كيف غير الإنترنت حياتنا ؟أكثر مما نتخيل!
لو أعدنا عقارب الساعة 30 سنة إلي الوراء، كان علينا أن نقف في طوابير طويلة لإنهاء معاملة، نذهب للمكتبة للبحث عن معلومة، أو ننتظر أيامًا لوصول رسالة من صديق .
أما اليوم ؟ كل ذلك أصبح ضغطة زر!
الختامية؛ الإنترنت عالم مذهل بين يديك
الإنترنت ليس مجرد وسيلة ترفيهية أو محرك بحث نوع شبكة حياة تربطك في العالم، بالناس، حتى في أحلامك.
من الخلف اضغط زر بسيطة، تتحرك بياناتك، وتفتح أبواب، وتصنع فرص.
لكن فيها هذا العالم مرتفعة، أنت من يقارب: هل سيكون الإنترنت أداة تطوير؟ كم أسئلة تضيع وقت؟ هل تستخدم بوعي؟ أم تترك يوجهك دون انتباه
نصيحة ختامية:
كان متصلا بالعالم، لكن لا تنفصل عن نفسك.
استخدم الإنترنت لا تتعلم، لتبدع، للتواصل، ولا تنجح لكن افعل ذلك بذكاء، وعي، وأمان.
هل اعجبك هذا الشرح؟ تشارك المكان مع أصدقائك، وساعدهم على فهم الإنترنت كما لم يفهم من قبل.